سورة الإنسان - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الإنسان)


        


{ولا تُطِعْ منهم آثِماً أو كَفوراً} قيل إنه عنى أبا جهل، يريد بالآثم المرتكب للمعاصي، وبالكفور الجاحد للنعم.
{واذكُر اسمَ رَبِّك بُكرَةً وأصيلاً} يعني في أول النهار وآخره، ففي أوله صلاة الصبح، وفي آخره صلاة الظهر والعصر.
{ومِنَ الليلِ فاسْجدْ له} يعني صلاة المغرب والعشاء الآخرة.
{وسَبِّحْهُ ليلاً طويلاً} يعني التطوع من الليل.
قال ابن عباس وسفيان: كل تسبيح في القرآن هو صلاة.
{إنّ هؤلاءِ يُحِبّونَ العاجلةَ} يحتمل في المراد بهم قولين:
أحدهما: أنه أراد بهم اليهود وما كتموه من صفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصحة نبوّته. الثاني: أنه أراد المنافقين لاستبطانهم الكفر.
ويحتمل قوله {يحبون العاجلة} وجهين:
أحدهما: أخذ الرشا على ما كتموه إذا قيل إنهم اليهود.
الثاني: طلب الدنيا إذا قيل إنهم المنافقون.
{ويَذَرُونَ وراءَهم يوماً ثقيلاً} يحتمل وجهين:
أحدهما: ما يحل بهم من القتل والجلاء إذا قيل إنهم اليهود.
الثاني: يوم القيامة إذا قيل إنهم المنافقون.
فعلى هذا يحتمل قوله {ثقيلاً} وجهين:
أحدهما: شدائده وأحواله.
الثاني: للقِصاص من عباده.
{نحن خَلقْناهم وشَدَدْنا أَسْرَهم} في أسرهم ثلاثة أوجه:
أحدها: يعني مفاصلهم، قاله أبو هريرة.
الثاني: خلقهم، قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة قال لبيد:
ساهم الوجه شديد أسْرُه *** مشرف الحارك محبوك الكفل.
الثالث: أنه القوة، قاله ابن زيد، قال ابن أحمر في وصف فرس:
يمشي لأوظفةٍ شدادٍ أسْرُها *** صُمِّ السنابِك لاتقى بالجَدْجَدِ.
ويحتمل هذا القول منه تعالى وجهين:
أحدهما: امتناناً عليهم بالنعم حين قابلوها بالمعصية.
الثاني: تخويفاً لهمن بسلب النعم.
{وإذا شئنا بدّلْنا أمثالَهم تبديلاً} يحتمل وجهين:
أحدهما: أمثال من كفر بالنعم وشكرها.
الثاني: من كفر بالرسل بمن يؤمن بها.
{إنّ هذه تَذْكِرةٌ} يحتمل بالمراد بـ {هذه} وجهين:
أحدهما: هذه السورة.
الثاني: هذه الخلقة التي خلق الإنسان عليها.
ويحتمل قوله {تذكرة} وجهين:
أحدهما: إذكار ما غفلت عنه عقولهم.
الثاني: موعظة بما تؤول إليه أمورهم.
{فَمَنْ شاءَ اتَخَذَ إلى ربِّه سَبيلاً} يحتمل وجهين:
أحدهما: طريقاً إلى خلاصه.
الثاني: وسيلة إلى جنته.

1 | 2